لم يأتِ الصباح ..!!
ولم تأتِ ..!!
لم تغرد الطيور .. ولم تطر ..
لم تفح الزهور .. ولم تذبل ..
لم أغادرك .. ولم تسافري ..
لم أصحُ منك .. ولم تنامي ..
لم .. ولم .. ولم ..!!
ولازالت رائحة الأسئلة ..
تفوح بين جنبات الحال ..
وعرين المحال ..!!
فـ من أنت ومن أنا ..؟؟
من أغراك بقيادة الحال نحو هاوية من عمر ..؟؟
من فرش لك خُطاه عمرا لتكوني أنت..؟؟
من قيّد الحلم بجناح طائر جميل ذات غروب ..؟؟
من كسر أجنحة القسوة وامتهن الفقد ..؟؟
من عصر الشمس بيديه لتكون نورا لك .. ونارا له ..؟؟
من سرق من القمر أساوره وعظمته وقدمها لك ذات بوح ..؟؟
من نصر أحزابك ليتلذذ بهزيمته ..؟؟
من نحر الصبر بسكين رضاك ..؟؟
من أهداك الأشياء ليبق بلا أشياء ..؟؟
إنه ذلك القابع تحت أسارير الإجابات الهاربة في شتاء الأسئلة ..
فـ أين أنزوي في خارطتك ..؟؟
وأين أجدف الأمل في رمضاء روحك ..؟؟
أين أغني .. ؟ وماذا أغني ؟
بعد أن تهت وتاهت أوتاري في محيط صوتك ..؟؟
أين أمارس طقوس الإعتيادية .. في عجائب زهوك ..؟؟
أين أبكي سيدتي .. ؟؟
فما عادت الأمكنة سوى أوراق مصورة من جرح نازف ..؟؟
أين أمرر العاطفة في جليدك الصلب ..؟؟
أين أسافر وخطاي أنتِ..؟؟
أين وأين وأين ...؟؟ متعبة حد السؤال ..
بل.... ( أين السؤال ..؟؟ )..
وخطوط الإجابة أنتِ ..
وتفاصيل الأنا أنتِ..
ومراجيح العقل أنتِ ..
وصهيل الصمت أنتِ .. !!
فـ كيف أستقبل الريح لتستفز الرماد ويحتفل الصمت صهيلا ..!!
كيف للصمت أن يطفو على جدران الشوق .. وسقف الإنتماء ..!!
كيف يمتد الظل لتستمر أنشودة الشمس .. وأنا ظلي ..!!
كيف أفيق الصباح من غفوة المساء ..!!
كيف أعيد ترتيب أبجدية العروق لتكون الحروف كما لم تكن ...!!
كيف أخرج من عباءة الحرف .. وأخترق الحزن مزناً لايشبهه سواك ..!!
كيف للغيم أن يزهو ببروق الحسرة .. وشتاء الإنتظار ..!!
كيف أبني من الإنتظار عمراً لكِ .. وهو ينتظر بناء العمر ..!!
كيف .. وكيف .. وكيف .. تقتلني ..
تستبيح رجولتي ...
تأسرني ..
والكيف أنتِ..
والقهوة أنتِ ..
والسفر أنتِ ..!!
ولازلت أنا ذاك المطر السابح في كونك يا فضاء الحنين ..!!
لازلت أتلمس قيثارة الثواني .. ولازالت تنعيكِ ..!!
لازلت أحلم بصدرك .. السماء .. يحتويني ..
لازلت أرقب خطوتك ..
وتغص خطوتي بك ..
فأنتِ أمطاري وعيوني وجميع من أشتاقهم ..!!
فـ ياقبلة النور .. ويالهيب الصمت ..!!
يافستان الحياة .. يا أنشودة المسك ..!!
ياملكة الروح .. وتاجها الأبهى ..!!
انظري بنبضك ..
وأقبلي على خيل الشوق وجفون الحنين ..!!
تعالي وانحري الإنتظار ..
على مرأى من كأس الموت الذي يداعبني ..!!
إنهضي من غفوة الغربة .. وشقاء الحلم ..!!
ارتدي معطف القلب .. ونداء الصباح ..!!
اكتبي لغة الحياة .. بحروف الأشتياق .. وأنين المحبرة ..!!
اهمسي للثواني : سوف آتي ..
وعيثي فسادا في أروقتها الحادة .. ..!!
ثرثري وأملئي الكون ضجيجا دافئا ..
ورياحا حنونة هامسة ..!!
تعالي ..
يارائعة الحزن .. وسيدة الفرح ..!!
تعالي ..
فأهازيج المطر ليست سوى صنع يديكِ أيتها الفاتنة روحا ..!!
وما أنا سوى ركام من أجندة نبض مهترئ ..
أزاحه النهار ليكون ليلاً أحمق ..
يسهر على أنشودة الحبل السُري بيننا ..
ذلك الحبل الماطر جمالا .. لا يعيه سوانا ..
ذلك الحبل المتباهي بأحزاننا ..
ذلك الحبل الذي شدّ الأرواح ..
وأضاع الصباح ..
إنه حبل الحياة ..
المتماسك بصدقنا ..
الواقف على كف العمر ..
إنتظاراً لعبير الإحتواء ..!!
وهمس السماء ..
بقطرات تذوب .. وتذوب ..
رحيقا .. حالما ..
يُنطق أرواحاً سلبها الصمت .. (( حديث المطر )) .. !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق