الجمعة، 3 يناير 2014

غرفة الليل




في غرفة الليل .. فضاء الكلمات يتدلى من شرفة التعب .. وأغنيات الريح من خلف باب الغربة الأول .. والثاني .. والثالث .. و .. و ....... وتأتي .. نعم تأتي ...
كصهيل الموت .. على خيول من شوق .. أضناها الفراق ... وأضناني .. وألهبني الغياب شموعا أحترق لها.. وبها..
 لتبقى بعيني .. مثل ماطلبت مني ذات ضياء ..( دعني في عينيك ) ..!!

/
\

تأتي حلما .. وتزورني في غرفة الليل .. وتجدني أنا .. أنا .. بكامل عتادي .. وشقائي .. لم يتغير حولي سوى العمر .. 
حين مضى دون أن يأذن لي بتصفح مكتبة النسيان .. التي بناها العشاق في فصل الفراق المرير ..!!

/
\

تأتي نورا .. أسير بها .. بين أوراقي ومحبرة أشواقي .. لأهمس لها بيني وبيني .. يافاتنتي .. يا أنثاي الأولى والأخيرة ..
 ألم يبق بين يديك أوردة لي ..؟؟ فكل أوردتك أعلم أنها تدعوني .. وكل خلايا جسدك الطاهر .. تثير رغبتك بالعودة إلى سباق النبض وحمى الحياة ..
 ياحماي التي لن أشفى منها سوى على صدرك الثائر الجامح غرور وعناد ..!!

/
\

تأتي رحيلا .. وغيابا .. وثّقه الحنين بمقصلة الخضوع .. فأين المفر .. وأين تستلقي الدموع ..؟؟ فحنيني هو كبرياء النبض .. وسموّ الحب ..
وأتفاقية الإستسلام تلوذ بي كصرخة يتيم من صروف الدهر يفجع .. وبنود العودة .. ترفضني جبل من نار ..
 ونقاط من فخار .. أصابها وهن الجفاف فأردتني على ضفاف غرفتي المسكينة .. شموع ودموع ..!!

/
\

تأتي في كل الأوقات .. ولا تأبى إلا أن ترتشفني قطرة قطرة .. حتى أجف فأكسر .. وهي لاتعلم بأن جفافي .. هو ينبوع الحنين الأكبر ..
 لاتعلم بأنها سمائي .. وأرضي .. ونجوم الفضاء وأكثر ..!!
لاتعلم بأنها أنا .. وأنا أنا .. ومابيننا سور من عناد .. بنته أيدينا ذات أشواق لم تتمكن من شرح مكنوناتها الخضراء .. جهرا .. 
فشرحتها غيابا .. بعد أن فارقت روحي .. وعانقت الشموع ..!!

/
\

تأتي سهلة المراس .. كثيرة الفوضى .. أنانية النظر .. وهي في عيني .. فكيف لها أن تنظر .. حين تخرج من نوني .. لتسكن نون الغربة ..
 ويأتون جميعا .. ليطلبون المأوى بين أضلعي .. !! ليسلبون الحمام النبض .. ويزرعون السنابل في أرض ملّحها القدر .. وتراءت لهم خضراء يسكنها القمر ..!!
فأتوا ببذور الغربة والشوق .. وكبلوني بقيود الموت .. لأسكن بهم ولهم وأختار الغربة والشوق ..!!

/
\

تأتي سيف الأنثى .. ولاترحل إلا بعد أن تتثاءب شموع الليل ..ولا تنظر إلا بدماء الجرح .. وتبكي لتثبت لي وفائها .. وأسقط بين وجنتيها دمعة أخرى ..
لأقف كسدّ لوقف سيل الدموع .. وأثبت أنني الأرقى .. جرحا .. حين خبأت النجوم .. وغاب القمر .. وأتت الريح .. 
وانطويت على نفسي داخل شمعة من حنين .. لم أغادرها حتى الآن ..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق